عبد العزيز داودي
تصريح صادم ذلك الذي أدلى به رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب نورالدين مضيان، بحر هذا الاسبوع، حين قال بأن وزارة الصحة اقتنت أسرة مزيفة لمرضى كورونا، وذلك في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، بحضور وزير المالية محمد بنشعبون، ليؤكد مضيان بأن قطاع الصحة بالمغرب يعيش أزمة خانقة واختلالات كبيرة على مستوى التدبير أساسا.
وأضاف أنه لو استعنا بتقنيين سترون المنكر، لأن الآليات والأسرة كلها كان فيها تزوير، تم استيرادها من الخارج وهي مستعملة وتمت صباغتها، وأوهموا الجميع أن الأمر يتعلق باسرة جديدة، مطالبا بالقضاء على الفساد والمفسدين والرشوة، لأن الأمر، حسب تعبيره يتعلق بصفقات عمومية.
يشار إلى أنه منذ بداية تفشي وباء كورونا بالمغرب، وجد المغرب نفسه مظطرا إلى استيراد الآلاف من الأسرة التي يفوق ثمنها 20 ألف دولار، قبل ان يرتفع هذا السعر بالنظر إلى تزايد الطلب العالمي على الأسرة، حيث إنه في شهر مارس كان المغرب لا يملك إلا 1640 سريرا للإنعاش في القطاعين العام والخاص، لتلجأ وزارة الصحة إلى استيراد أزيد من الف سرير من الصين، لتصل إلى متم شهر ابريل إلى 3000 سرير .
ويتساءل سكان مدينة الألفية خاصة، والجهة الشرقية على وجه العموم، عن نصيبهما من هذه الأسرة المزيفة في ظل الارتفاع المهول ونسبة الفتك المرتفعة مقارنة بالنسبة الوطنية.
تصريح نورالدين مضيان إذن، وأمام مؤسسة دستورية، يستوجب لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، وذلك عبر زيارات ميدانية للمستشفيات العمومية، ومنها مستشفى الفارابي، للتأكد أولا من صحة تصريحات مضيان، وثانيا للوقوف على الاختلالات التي تتميز بها مدينة وجدة في تدبيرها لجائحة كورونا.
وكان وزير الصحة في وقت سابق قد أمر بإغلاق مختبر خاص كان يجري العديد من التحاليل المخبرية للمشتبه فيهم بالإصابة بفيروس كورونا مقابل مبلغ مالي قدره 700 درهم للتحليل الواحد، وجنى هذا المختبر أرباحا طائلة قبل ان تغلقه السلطات المحلية بقرار من وزارة الصحة التي اعتبرت أن المعايير العلمية المعتمدة في المختبر غير دقيقة.