بقلم المبدع المتميز بلقاسم الشعيبي
لماذا تأخر الفجر؟
سأل طفل صغير..
وهو على الرصيف يلعب..
وأوراق الأشجار الخضراء
التي زينت لنا الطريق …
تسقط اتباعا.. أمام
أعيننا اتباعا..
في غفلة منا…
اتباعا..
متى يحل الفجر يا أبتي؟
تنهد الأب وعيناه
متعبتان..
ودمعتان محتشمتان..
على خده كاللؤلؤتين:
غدا يا ولدي..
غدا ياولدي سيحل
سنفرح جميعا بقدومه..
سينزل على الرصيف.. ويكنس
كل البقايا
كل خبث
فيك أيها الرصيف.
غدا.. ستعلو وجوهنا فرحة..
ويذهب الظلام..
ويشع نور الشمس..
ويقل الصراخ والنحيب..
وتعود الطيور إلى أعشاشها
وتحيا الأرض بعد موتها..
وخرير المياه نسمعه
وهمس الأمهات والجدات
في الآذان.. وقهقهات
الشيوخ في كل مكان..
وترقص العازبة…
ومفاتن الجمال
ترعش قلوب العزاب..
وتكثر أعراسنا وأفراحنا
ومواليدنا…….. ويعود
الحي يضج بالحياة..
ومتى يا أبي سأسامر القمر؟
غدا يا ولدي…
غدا سيعم الهدوء ليلا..
ونلتف بيننا.. ونتعانق
ويكون صوتنا
زغرودة…
زغرودة
زغرودة…
وسالت دمعت الأمل
على حرائق القلب
لتطفئ نارا..
غليلا..
فيا أهلا وسهلا
بالفجر…. في غدنا يا ولدي.