بقلم عبد الحفيظ حساني
يحز في خاطرنا أن نجد شبابا، رغم مستواهم الثقافي والدراسي العاليين، يٌسَخِرون ألسنتهم وأقلامهم لتلميع أحذية بعض الأشخاص التافهين، في محاولة يائسة لإظهارهم كشخصيات وازنة، فقط لأنهم يملكون المال ويعدون من أصحاب “الشكارة”…
يحاولون توهيم أنفسهم وتغليط الناس بأنهم شخصيات سياسية بارزة لديها حس اجتماعي وثقافي – والحال – والكل يعرف أنهم لا يفقهون في علوم وفنون السياسة، ولا يجمعهم بها سوى الرمز الانتخابي للحزب الذي اشتروا منه التزكية…
أشخاص تافهون يتم النفخ فيهم كبالونات هوائية، وتسويقهم كسفراء للخير والإنسانية.. أشخاص يتم تصويرهم أمام “غرفيات” الحساء وموائد الإفطار، وفي حملات ختان الأطفال. ويتم استدعاؤهم في بعض المنصات لتقديم شهادات التقدير والجوائز و دالهديا في مناسبات رسمية وثقافية، وهم للأسف لا علاقة لهم بالثقافة والفكر، ولا يتوفرون في حياتهم على أي دبلوم أو شهادة علمية أو فنية غير شهادة الميلاد والشواهد الإدارية…
فهل التمجيد على الفايسبوك مقابل”الأظرفة” سيصنع لهؤلاء مجداََ ومكانة اجتماعية؟
إن الوجاهة الاجتماعية لا تصنعها حيطان الفايسبوك والأقلام المأجورة، ولن تزكيها جيمات الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة، وساكنة المدينة يعرفون شخوصها، يعرفون حرائرها وأحرارها، بعيداََ عن المفاهيم الرجعية والبديئة التي يصنعها المال الفاسد والقبيلة…
إن الأمجاد والوجاهة والأناقة لا تبنيها المظاهر الخداعة والماركات المسجلة بالديار الأوروبية.. بل تبنيها المواقف التاريخية من قضايا تقدمية وحضارية… فلا مجدا ولا وجها ولا وجاهة للتافهين الذين لا يؤمنون بالاختلاف الفكري ولا بالديموقراطية…. ولا يتوفرون على أي رصيد فكري وثقافي أو سمات وسلوكات حضارية…
فمهلا أيها اللحسيون، وكفانا من سياسة اللحوس والبورتريهات والكليشيهات الخيالية.. وكفانا من الخطابات الشعبوية والمفاهيم التسطيحية…
أيام الكرموس معدودة وحتما ستنتهي… ستمر الانتخابات وتنتهي فصول المسرحية وتتفرقع البالونات الهوائية، وتسقط الأظرفة والمساحيق وكل الأقنعة الورقية…