عبد القادر بوراص
كنا نعتقد أن عداد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد سيتوقف بتوقف عودة المغاربة من القطر الجزائري بطريقة غير شرعية عبر الحدود ”المغلقة”، جلهم حرفيين كانوا يشتغلون في البناء والأعمال الأخرى المرتبطة به، فضلا عن الصناعة التقليدية، توافدوا زرافات لقضاء عطلة عيد الأضحى في أحضان أسرهم، إلا أن عددا منهم دخلوا التراب المغربي حاملين لفيروس كورونا، حيث تم إيداعهم تحت الرعاية الصحية، وكانوا سببا رئيسيا في ارتفاع مؤشر حالات الإصابة بجهة الشرق بعد أن تعافت بشكل كامل منه وسجلت كافة أقاليمها صفر حالة، بل إن إقليم جرادة ظل بكرا لم تسجل به أية حالة منذ ظهور الوباء بالمغرب، ليتصدر خلال الأسابيع الأخيرة قائمة الأقاليم الأكثر إصابات بكوفيد ـ 19.
توقف نزوح المغاربة من الجزائر لم يفرمل عملية استمرار عداد حالات الإصابة في الارتفاع، وهاته المرة في صفوف الوافدين على جهة الشرق من مختلف مناطق المملكة للاحتفال بعيد الأضحى مع ذويهم، خاصة من الدار البيضاء وطنجة اللتين عرفتا نسبة قياسية في عدد الإصابات، وأصبحت مختلف الأقاليم، بل والمدن التي كانت آمنة في ذروة تفشي الوباء كتاوريرت وجرادة، تسجل بشكل شبه يومي ومنتظم، حالات إصابة مؤكدة جديدة، لم يسلم منها حتى الأطفال، وأودى الفيروس بحياة زوجين مسنين.
وهكذا سجلت جهة الشرق، اليوم السبت فاتح غشت الجاري، 13 حالة إصابة، 6 منها بجرادة، وثلاث حالات بڭرسيف، وحالتان اثنتان بوجدة، وحالة واحدة في كل من بركان وفكيك.
عودة شرسة لفيروس كورونا الذي لا يرحم إلى جهة الشرق تتطلب الوقوف بحزم لمواجهة هذا الوباء الفتاك، وذلك بضرورة الابتعاد عن التهور والاستهانة بالمرض، مع اتخاذ كل سبل الحيطة والحذر والالتزم بكافة الإجراءات الاحترازية المتخذة من لدن السلطات.
جدير بالذكر أن المغرب سجل، اليوم السبت، 693 إصابة جديدة بفيروس “كورونا”، فيما وصل عدد الوفيات إلى 14، في أعلى حصيلة وفيات يومية منذ بدء انتشار الفيروس.