عبد العزيز داودي
الفيروس اللعين خطف روحي سائقين على الأقل لحافلات نقل المسافرين عبر الطرق، أحدهم من مدينة أسفي، والآخر من الدارالبيضاء، دون الحديث عن مئات الإصابات التي كان ضحيتها مهنيو النقل الطرقي بشكل عام.
وبالنظر إلى الاحتمالات الواردة جدا للإصابة بفيروس كورونا وبمتحوره دلتا وسط المرتفقين والسائقين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو مدى التزام السلطات الصحية وأرباب حافلات نقل المسافرين عبر الطرق بكناش التحملات الصحي، الذي كان يفرض على الحافلات أن تكون معقمة وفق جدول زمني يحدده كناش التحملات، لكن للأسف الشديد، غاب هذا الإجراء في جميع وسائل النقل العمومية، ولم نعد نسمع عن تعقيم حافلات النقل الحضري ونقل المسافرين عبر الطرق والنقل السياحي ونقل المستخدمين، بالإضافة إلى سيارات الأجرة بصنفيها. وحتى محطات الوقود التي كانت تتوفر على آليات تعقيم المركبات بكل أنواعها لم تعد تقوم بهذه المهمة، لتكون النتيجة الحتمية طبعا هي الارقام المرعبة للإصابات بفيروس كورونا في وسط المهنيين باعتبارهم أكثر عرضة لذلك، وبالتالي وجب تدارك الوضع قبل فوات الأوان عبر التحسيس المستمر بوجوب ارتداء الكمامات بالنسبة للمرتفقين وبالشكل الصحيح، ليس خوفا من رجال الدرك وانما احترازا حتى لا يصابوا بالعدوى.
كما أن حمولة وسائل النقل العمومية التي حددتها الحكومة في 50 % من طاقتها الاستيعابية غير محترمة في كثير من الأحيان، وتحديدا بحافلات النقل الحضري، حيث يتكدس المواطنون بها كعلب السردين في غياب تام لأبسط شروط الوقاية. ونفس الشيء ينطبق كذلك على قطارات السكك الحديدية التي يقطع بها المسافرون المئات من الكيلوميترات.
مسؤولية مشتركة إذن على الجميع أن يتحملها، وكل تقصير أو تهاون لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصابات ومعها المزيد من الوفيات، خصوصا وإن الضغط على أقسام العناية المركزة بالمستشفيات فاق كل التصورات، وحتى مخزون الأدوية في المستودعات الطبية بدأ ينفد مع الإقبال الكبير للمصابين به. فلا ترهنوا أرواحكم بقنينة وكسيجين قد تنفد هي الأخرى بين حين وآخر…!