حفيظة بوضرة
رغم بعدها عن الأضواء، إلا أن سيرة الدكتورة نور الهدى محب، الطبيبة بمصلحة الأمراض التعفنية بمستشفى الفارابي بوجدة، ستظل في أذهان مرضى “كوفيد 19” من تلقوا علاجهم داخل هذا المستشفى … هم من شعروا معها بتجليات الرحمة الإلهية على هذه الأرض، وبالأمان لإنسانيتها وحسن معاملتها، حيث شكلت جهودها وخدماتها المقدمة للمرضى أكبر مثال في التضحية، رغم ثقل الضغط النفسي، وخطورة العمل الناجم عن أزمة تفشي الوباء، والبعد عن العائلة… تجدها دائما كالجندية، واقفة في خط الدفاع الأول وقت الأزمات، تضحي بكل شيء، رغم ملامح التعب والإرهاق، في سبيل بث الأمل داخل نفوس المرضى، شعارها محاربة الوباء لاستمرار الحياة، مؤمنة بقوله صلى الله عليه وسلم: “الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ”.
وحتى لانكون مجحفين في حق الرجل أيضا، لابد في هذا المقام، أن ننوه بكل الخدمات الجليلة التي احترمت حقوق المرضى، وجعلتهم في المرتبة الأولى التي تستحق العناية والاهتمام بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، أين برز بشكل كبير دور البروفيسور ابراهيم حسني، رئيس قسم الإنعاش، الذي لم يذخر جهدا في القيام بعمله الإنساني تجاه مرضى “كوفيد 19″، مثله مثل باقي الأطقم الطبية التي كانت عنوانا للوفاء والتضحية
حقا، إن المتميزون تتحدث عنهم أعمالهم، وإن الخدمات الجليلة المقدمة من طرف الأطباء ككل، أولئك من حفرت الأيام والليالي آثار الكمامات والنظارات الواقية على وجوههم، هي تضحيات يقف الجميع أمامها عاجزا، كيف لا، وهم يجابهون عدوا لا يرى….
فإليكم (ن) كلكم (ن) أطباء وممرضين وعاملين في القطاع الصحي نرفع القبعات، لكم أنتم (ن) من أبليتم (ن) البلاء الحسن في تقديم الخدمات الطبية للمصابين بالفيروس، ومن ألهمتمونا القوة والإصرار على مواجهة الأزمات.