بقلم المبدع ذ. الحسن مختاري
… حينها رمق عقارب الساعة المبعثرة! الأناقة والاستقامة من ضروريات بروتوكول الغرباء في الولوج إلى دار لأول مرة…
عندما كان صغيرا كان يسمع بـــ”مَّالِينْ لَمْكَانْ”، لم يكن فكره قد نضج بعد حتى يستوعب “مَسَّلْمِينْ أمَّالِينْ لَمْكَانْ”، فات ذاك الزمن، إنه مقبل على الزواج…
وهو يتجول في دروب السويقة الضيقة التي تنبعث منها رائحة “البَلْغَة” من أساسيات الصنعة البلدية، تمهل قليلا واسترخى عضلات عقله للبحث فيما إذا كان في الدار رجال يستقبلونه ثم يتحدث معهم في أسرار الخطوبة ومراسيمها…
وقفتا رجلاه عن المشي ولم يتوقف باله عن التفكير في تلك الساعة رغم محاولات التناسي المتكررة…
أزقة وإن هي محتشمة تزداد سحرا بسيمفونية الضرب على النحاس لتزيين ما صنعته يد “لَمْعَلَّمْ” من أواني وديكورات وغيرها، وكذا نغمة النقش والزخرفة على سطح الخشب أو الحجر أو آخر…
عجلة الزمن ليتها بطيئة، ليتها فارغة من المصاعب والمصائب، ليتها أداة يتحكم في توقيفها وقت ما شاء رحال الرجل الذي يهوى الرحيل!
المعاناة لها الأثر، والرحيل له العذاب… أية قبلة سيختارها رحال؟ رحال يعيش صراعات داخلية قد لا تنطفئ و”مَّالِينْ لَمْكَانْ”، لا يعرف رحال هويته وسط الزحمة والفوضى، إنه نقي! إنه يفكر في الخطوبة! هذه التعجبات تلخص شريط أحاسيس مجهولة العنوان!
رحال يحمل إرثا، استفسارات من خلالها تتسع مساحة الأمل في الخطوبة والزواج والرفاهية والبنين ثم الاستقرار… هل تفكير رحال استقر أم ما زال يفكر في الساعة؟
سفر في الماضي القريب وحتى البعيد إلى الدار الكبيرة البرتقالية، المدينة الذي ولد فيها رحال وترعرع، رحال الغريب ذو الأمر العجيب يفكر في الزواج، يفكر في التغيير… اللعب على أوتار الأحاسيس!
أحس رحال أن الدار فارغة من “مَّالِيهَا”، مشكلته في الزواج ستطول، تسليم ثم تسليم!