بقلم الدكتور فريد بوجيدة
كنت أمر على شارع قريب من سكني يسمى شارع أبو القناديل (بوقنادل)، والاسم لا علاقة له بالحزب الحاكم، وككل شوارع المدينة، تصطف عدة دكاكين تجارية، وبعض الحرف، وكان من الملفت سابقا وجود محلات بيع الكاسيط (أشرطة الأفلام)، والسيدييات (الأقراص الدمجة)، كدلالة على تحول المدينة واختفاء بائعي الجرائد والمكتبات الصغرى. لم يعد في المدينة أندية ثقافية ولا اجتماعية، إلا قاعة خاصة لممارسة الرياضة الدفاعية وتكوين الأجسام كدلالة على أن الحال ليس هو الحال…
أنا أتذكر أن المدينة كانت تشارك في مسرح الهواة بفرق تفوق العشرين، والمقاهي كانت مملوءة برقع الشطرنج، والأندية لاتعد في دار الشباب… والآن اختفت من الشارع حتى محلات الكاسيط والسيديات والمكتبات الصغيرة، والثقافة أصبحت هي لقرايا بالمعنى السلبي..
اختفت القناديل وبقي (أبو) دلالة على أبي جهل. الشارع الآن عبارة عن دكاكين لبيع الخبز ومشتقاته… لاشيء يعلو فوق الخبز، به نحيا وعليه نموت… ونعود إلى الصفر.
لا معنى للتمدن في ما يسمى بالخطأ مدينة، لا معنى للتهيئة الحضرية، لا معنى لمواطن.. مايشغل الناس هو الخبز الخبز الخبز، ثم كيفية تصريفه عبر قنوات الواد الحار….