عبد القادر بوراص
بعد حرب البيانات التي حمي وطيسها بحر هذه الأيام الماضية، والتي شن فيها أكثر من حزب سياسي على مستوى إقليم تاوريرت، إلى جانب النائب البرلماني الاستقلالي إدريس بنجدي، ومفتش ذات الحزب بإقليم تاوريرت اليماني عبيدي، ومعهما فرع المكتب المحلي للشبيبة الاستقلالية بتاوريرت، هجوما شرسا على رئيس مجلس جماعة تاوريرت البشير بوخريص، على خلفية تصريحات أدلى بها إلى أحد المنابر الإعلامية، عبر فيها عن عدم رضاه على تعامل عامل الإقليم مع مجلسه، متحدثا بلسان التحالف الحزبي الذي يشرف على تسيير الشأن المحلي بالمدينة، وهو ما لم يرق مهاجميه فسارعوا إلى إصدار بيانات وبلاغات تتبرأ من اتهاماته للعامل وتعبر في مجملها عن تقديرها للمسؤول الترابي الأول بإقليم تاوريرت وتصطف إلى جانبه، بل وقامت التنسيقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهي محسوبة على صف المعارضة بالمجلس الجماعي، بإصدر بلاغ يسير في ذات النهج.
بعد هاته الحرب التي ”ملأت إقليم تاوريرت وشغلت سكانه”، ووقف المواطنون والمواطنات، خاصة الشباب منهم، بمن فيهم البعيدون عن ممارسة السياسة ومتابعة الشأن المحلي، أمام الحدث، بين مؤيد ومعارض، وإن كانت كفة التعاطف مع رئيس المجلس قد أثقلت الميزان، وهكذا انطلقت حرب أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي بين منتقد لمسيرة الرئيس الجماعية ومدافع عنها، وصلت إلى حد تبادل كلمات نابية.
رئيس المجلس الجماعي الذي ظل يتابع ما يجري عن بعد وفي صمت، وبعد هدوء عاصفة البيانات والبلاغات، فضل توضيح ما وقع عبر رسالة مفتوحة نشرها بصفحته على الفايسبوك، موجها خطابه أساسا لـ ”إخوانه ” المشرفين على تسيير الشأن المحلي بإقليم تاوريرت، نفى فيها أن يكون قد تحدث باسم أي رئيس أو منتخب، مع تأكيده على أن ما كتب على الصفحة يلزمه لوحده ولا علاقة لأحد منهم به، مذكرا إياهم بأنه لم يطلب يوما دعمهم أو مساندتهم، اللهم الامتعاض الذي كان يبديه بعضهم في جلسات عديدة من البلوكاج الذي تمارسه السلطة الاقليمية، بحسب تعبير الرسالة المفتوحة، قبل أن يخبرهم بأن خروجهم ”غير المبرر” فاجأه كثيرا وجعله مندهشا أمام هول ما يحدث، مع أنهم يعلمون علم اليقين ومتأكدين من أن مصالح ساكنتهم مغيبة كما هو الحال بجماعة تاوريرت التي يسيرها بمعية أخواته وإخوانه من الائتلاف.
وأضاف الرئيس بوخريص في رسالته المفتوحة: ”خروجكم في هذا التوقيت بالذات له دلالة واحدة هو تحصيل حاصل، وما التغيير المنشود إلا شعارا سوف ينجلي أمام من وضعوا ثقتهم فيكم نظرا لاصطفافكم بجانب السلطة الإقليمية التي تمارس شططها في كل ما يتعلق بتسيير شأنكم المحلي، من ميزانيات التسيير إلى الاستثمار، ناهيك عن مراجعات فصول الميزانيات بموجب مذكرة السيد وزير الداخلية عدد 9744، على إثر اجتياح وباء كوفيد ـ 19 بلدنا العزيز”.
واعتبر صاحب الرسالة أن ”تجييش شبيبة حزب الميزان والمنسقيات المحلية لا مبرر له غير خلق حرب سياسية مفتوحة تنذر بحملة انتخابية مبكرة، وأن ما ما قام به يمليه عليه ضميره المهني ومسؤولياتيه تجاه ساكنة جماعة تاوريرت.
ولم يفت الرئيس التأكيد بأن ليس لديه أي مشكل شخصي مع العامل، وإنما أراد فقط تنبيه الرأي العام المحلي الذي يحاسبه بشتى الطرق، ويتهمه بالتقصير في آداء المهمة وخيانة الأمانة، بعد سلك جميع السبل الحبية مع السلطة الإقليمية من أجل إخراج برنامج التأهيل الحضري، ورفع اليد على بعض فصول الميزانية ذات الطابع الاجتماعي، كتنقل مرضى السرطان والمساهمة في تجاوز أزمة كورونا على غرار باقي جماعات المملكة.
وأشار رئيس مجلس جماعة تاوريرت في ختام رسالته المفتوحة أن ما استنبطته الجريدة من أخبار حول المنتخبين وموقفهم من قرارات السلطة لا دخل له بذلك، وهو تحقيق صحفي يلزم كاتبه وحده، قبل أن يؤكد من جديد اصطفافه إلى جانب ساكنة جماعة تاوريرت كمنتخب جعلوا على عاتقه مسؤولية تدبير شأنهم.