عبد القادر كتــرة
وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم هذه المرّة بِأسلوب مباشر وصريح صفعة قوية للجزائر التي كانت تتشبث بوَهْم تحقيق حُلْم إعادة مباراة المنتخب الوطني الجزائري وضيفه الكاميروني، أو تأهيله مباشرة بعد إقصاء هذا الأخير، بعد اندحاره في لقاء الإياب، على ميدانه بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بالجزائر بهدفين لهدف واحد مع العلم أنه انتصر في مباراة الذهاب بالكاميرون بهدف دون ردّ.
وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) قد نشر بيانا لفّته كثير من الضبابية، ومُثير للجدل، في ساعة مُبكّرة من صباح السبت 7 ماي 2022، دون أن يُكلّف نفسه عناء توضيح الأمر لِجماهير المنتخب الوطني، لكن ردّ “فيفا” كان واضحا ونهائيا، رغم رفض الجزائر تصديق ذلك، بحكم أن تزكية تحكيم حكم اللقاء الغامبي “ باكاري غاساما” والمصادقة على مجريات اللقاء يعني وضع شكاية الفاف في سلة القمامات، وانتهى الأمر.
وقال الناطق الرّسمي للاتحاد الدولي لِكرة القدم، وفقا لِتقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، السبت: “ردّت هيئتنا على ملفَّين تقدّم بهما اتحاد الكرة الجزائري إلى لجنتَي الانضباط والتحكيم. نعتبر القضية انتهت”، الأمر المُرادف للردّ السلبي لـ “الفيفا” على تظلّم الهيئة الكروية لِدالي إبراهيم، وطيّ الملفّ نهائيا.
وكما كان متوقعا وتم الترويج له مسبقا، وبعد الصدمة المنتظرة، وفي خطوة مُسكّنة ومُهدّئة للجماهير الرياضة الجزائرية التي كانت مشحونة ومقتنعة بذهاب منتخبها لمونديال قطر، يعتزم اتحاد الكرة الجزائري اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي “التاس”، في حلقة جديدة من مسلسل التباكي والتشكي وتغذية الأوهام والأحلام، كخيار قانوني أخير، من أجل النظر في التظلم الذي رفعه للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما، على خلفية ما اعتبره “الأخطاء التحكيمية المفضوحة التي ارتكبها في المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخب الوطني أمام الكاميرون والتي كانت وراء حرمان الجزائر من التأهل إلى المونديال.“.
وبعد الرد المخيّب الذي تلقاه الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، والذي كشف عنه الأخير ما بين ليلة الجمعة إلى السبت 7 ماي 2022، من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، في التظلم الذي كان رفعه ضد الحكم غاساما، روجت جريدة النظام العسكري الجزائري، “أن الهيئة الكروية الجزائرية بصدد تحضير أوراقها لدخول معركة قانونية من خلال حمل القضية إلى أروقة المحكمة الرياضية الدولية بسويسرا(التاس)”.
وكان رئيس الفاف شرف الدين عمارة ترك الانطباع بالذهاب بعيدا في قضية الحكم غاساما، في وقت فتح الناطق الرسمي للمنتخب الوطني صالح باي عبود، بحر الأسبوع المنصرم، الباب أمام إمكانية لجوء الهيئة الكروية الوطنية للمحكمة الرياضية الدولية بسويسرا، في حالة لم تقتنع بالقرار الذي ستصدره الفيفا.
وفي ذات الصدد وحسب نفس المصدر الإعلامي ، قال صالح باي عبود، في تصريحات للإذاعة الوطنية الجزائري، نهاية الأسبوع الماضي، “الاتحاد الجزائري لكرة القدم سيتقدم بطعن لدى محكمة التحكيم الرياضية، في صورة إذا ما جاء قرار الفيفا في صالح منتخب الكاميرون.“
في نفس السياق، صبت تصريحات الناخب الوطني جمال بلماضي في خرجته الأخيرة في ذات النطاق، وهذا عندما أكد أن الفاف قدمت ملفا ثقيلا للجنة الانضباط بالفيفا ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما.
ومعلوم أن محكمة التحكيم الرياضي أو المحكمة الرياضية الدولية (التاس) التي يوجد مقرها في مدينة لوزان بسويسرا، هي مؤسسة مستقلة عن أي منظمة رياضية وهي تابعة إداريا ومالياً للمجلس الدولي للتحكيم وتهدف لتسوية النزاعات المتعلقة بالأنشطة الرياضية عن طريق التحكيم أو الوساطة أو عن طريق القواعد الإجرائية التي يتم تكييفها وفقاً لمتطلبات واحتياجات محددة في عالم الرياضة.
هذا وتعترف “الفيفا” بهذه المحكمة وبسيادتها وبقراراتها بل يحث جميع الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه بالاعتراف بقرارات المحكمة، لذلك فإن قراراتها ملزمة للجميع سواء لاعبين أو أندية أو إداريين أو اتحادات. كما سبق لمحكمة التحكيم الرياضي أن ألغت قرارات صادرة عن الفيفا أو عدلت فيها.
ولا شكّ أن النظام العسكري الجزائري سيعمل على تهييج الجماهير الرياضية الجزائرية ضد “فيفا” بعد مهاجمته للاتحاد الكاميروني لكرة القدم والاتحادي المغربي لكرة القدم والاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” والحكم الغامبي “باكاري كاساما” والفار (VAR) والاتحاد الجزائري ركة القدم “الفاف” ومدرب المنتخب الكاميروني والفنان الكوميدي الفرنسي المغربي جمال دبوز والمناخ والعشب و…و…، سيعمل النظام العسكري على تهييج الجماهير والدفع بها إلى الاحتجاج ضد “فيفا” أمام مقر “التاس”، وربما سيطلب منحه كأس العالم مباشرة أو مونديال قطر.