عبد العزيز داودي
راهنت الدبلوماسية الجزائرية على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه دولة جنوب إفريقيا داخل أروقة مجلس الأمن الدولي لتصدر قرارا من مجلس الأمن يؤكد على أطروحة الانفصال ويبعثر أوراق القضية من جديد، لكن العكس هو الذي حصل تماما على اعتبار أن جنوب إفريقيا، ورغم اعترافها بجمهورية الوهم في الصحراء المغربية، أكدت على وجوب احترام القرار الأممي 693، والذي يحصر تدبير ملف الصحراء المغربية لدى هيئة الأمم المتحدة فقط، بمعنى أن الاتحاد الإفريقي نفسه ملزم بالانصياع للقرارات الأممية ذات الصلة بالصحراء المغربية، بحيث إن الشعار الذي سترفعه في مؤتمر القمة القادم هو “إفريقيا بدون بنادق”.. وهو ما سيحرج الجزائر وصنيعتها البوليساريو أمام المنتظم الدولي، خصوصا في ظل التهديدات المتتالية الرامية إلى خرق وقف إطلاق النار.
وتنضاف هذه الانتكاسة إلى مثيلتها المتمثلة في الحكم القضائي الجائر في حق ناشط الحراك كريم طابو، والذي أدانته محكمة الجزائر العاصمة بسنة سجنا موقوفة التنفيذ، بتهمة زعزعة استقرار الوطن، بعد أن أسقط القضاء عنه تهمة تحقير معنويات الجيش.
ويأتي هذا الحكم بعد الجدل الكبير الذي أثاره نواب برلمان الاتحاد الأوروبي حول الوضع الحقوقي بالجزائر، وموجة الغضب المصاحبة له من طرف صناع القرار بالجزائر الذي هددوا بالوقوف أمام بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر العاصمة، مسخرين في ذلك الأحزاب التي تدور في فلك النظام وأبواقه الدعائية.
كريم طابو، ومباشرة بعد الحكم عليه صرح لوسائل الإعلام أنه ماض في نضاله حتى تتحقق الديمقراطية التي يصبو الشعب الجزائري لها، وتتحقق عدالة القانون عوض عدالة الهواتف النقالة.