الطيب الشكري
على الرغم من الإشارات الإيجابية التي عبرت عنها المملكة المغربية في أكثر من مناسبة اتجاه الجزائر، إلا أن هذه الأخيرة لم تلتقطها في الاتجاه الذي ينزع فتيل التوتر الذي تغديه تصريحات عدد من المسؤولين الجزائرين اتجاه كل ما هو مغربي، والتي كان آخرها ما عبر عنه رئيس دولة الجزائر عبد المجيد تبون، خلال ترأسه لاجتماع ضم كبار المسؤولين، حيث قالها وبصريح العبارة أن الجزائر لن تتخلى عن دعم ما سماه الشعب الصحراوي، تصريح مستفز يضرب في العمق إعلان الجزائر الصادر عن القمة العربية 31 التي احتضنتها العاصمة الجزائرية بداية نوفمبر من السنة الماضية، والذي دعا إلى العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية، ويلبي تطلعات شعوبها في العيش الآمن الكريم، فالجزائر التي تعمل منذ نصف قرن على استهداف الوحدة الترابية للمملكة المغربية تلعب على الحبلين لتظهر للعالم حيادها المزعوم في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مع العلم أن مواقفها الخفية والعلنية تقول عكس ما تدعيه، فتصريحات كركوز قصر المرادية واضحة ولا تحتاج قراءات غير قراءة واحدة يجب أن يعلمها الجميع وفي مقدمتهم الدول العربية، أن الجزائر هي الطرف الأساسي في هذا النزاع المفتعل، فهي من توفر البيئة السياسية والعسكرية والمالية لأفراد المرتزقة وهي من تأويهم وتحتجز العديد منهم على أراضيها، في تحد سافر لميثاق جامعة الدول العربية وللمنتظم الدولي، واستمرارها علانية في رعاية منظمة إرهابية، هو تهديد صريح للأمن الإقليمي للمنطقة المغاربية التي تحول دون تحقيق وحدة دول المغرب العربي الذي يعيش بعضها أوضاعا سياسية واجتماعية مقلقة للغاية، تستدعي تظافر جهود الجميع، من أجل الخروج بها إلى وضع مريح، لما فيه مصلحة شعوبها.
إننا اليوم أمام تصريحات خطيرة ومقلقة لا يجب أن تمر هكذا دون وضعها في سياقها العدائي ضد المغرب ووحدته الترابية، وأن أية تداعيات في المستقبل القريب تتحملها الجزائر راعية الإرهاب والإرهابيين، عبر استمرارها في دعم شرذمة من المرتزقة التي تتخد من الأراضي الجزائرية منطلقا لاستهداف وحدة اراضي المغرب الذي لن يسمح لأي كان، ومهما كان نفوذه باستهداف أراضيه، وسيرد بقوة على كل من سولت له نفسه التفكير في زعزعة استقراره، فالمغرب الذي ظلت يداه ممدودتان لما فيه مصلحة البلدين، والذي ما فتأ يوجه رسائل الأخوة هو نفسه المغرب الذي سيضرب بيد من حديد على كل المتربصين بأمنه ووحدة أراضيه، ومخطئ اليوم من يعتقد أن مغرب الأمس هو مغرب اليوم.
فبدلا من تَوَجه القيادة الجزائرية إلى حل مشاكلها الداخلية، واستثمار عائدات النفط والغاز لما فيه مصلحة شعبها الذي يعاني أوضاعا إجتماعية واقتصادية مقلقة للغاية، والتي نقلتها عدد من الصحف الجزائرية صوتا وصورة، تستمر في استنزاف طاقات البلد بدعم كيان مصطنع تَحْشِد له الدعم السياسي، عبر شراء ذِمَم عدد من الشخصيات الإفريقية والأوروبية، ووصل به الأمر حد استغلال مناسبة رياضية احتضنتها الجزائر لتمرير رسائل عدوانية ضد المغرب، عبر الدمية مانديلا الصغير، وأيضا الامتناع عن رفع العلم المغربي في المقابلات التي تحتضنها الجزائر ويكون المغرب طرفا في لعبها، ليتبين بما لا يدع للشك مجالا نية الجزائر الخبيثة في استهداف كل ما هو مغربي، وليتأكد للجميع مرة أخرى خبث النظام الجزائري المقيت.