بقلم عبد العزيز داودي
يقول المثل العامي المشترك بين سكان الجهة الشرقية ومواطني غرب الجزائر: “الطلاب يطلب ومرتو تصدق”، وهو ما ينطبق على صناع القرار ببلاد “الخاوا” الذين أبوا إلا أن يسغلوا تدهور الوضع الوبائي بموريتانيا ليرسلوا فريقا، قيل عنه أنه سيساعد موريتانيا في التخفيف من آثار جائحة كورونا.
أكيد أن التضامن بين الشعوب المغاربية ودول الجوار، ليس محمودا فقط، بل مطلوب، لكن ما يفسده هو نواياه الدنيئة التي قد تدخل في إطار الرشاوي السياسية لشراء الذمم والاصطياد في الماء العكر، خصوصا بعد التقارب المغربي الموريتاني في العديد من القضايا، أهمها الأمنية والاقتصادية، بمعنى أن محاولة نظام العسكر بالجزائر لا يروم إلا لفك عزلته داخليا وخارجيا.
ومن ناحية أخرى، هل وفرت الجزائر لشعبها الحد الأدنى من الخدمات الصحية؟ وكيف واجه النظام كورونا؟ ما نعلمه أن تشخيص الإصابات بكورونا بالجزائر عن طريق تقنية pcr المعتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة، لم يعتمد إلا في الأسابيع القليلة الماضية، ولما اعتمد كانت تكلفته باهضة جدا، 8000 دينار للتحليل في بلد عاطلوه عن العمل أكثر من عماله ومستخدميه، حتى اصطلح عليهم les hitistes نسبة إلى مرتادي الحائط.
ثم وهذا هو الأهم، رئيس دولة يلجأ إلى العلاج من فيروس كورونا إلى ألمانيا، ولم يقدر حتى على تشييد مستشفى يعالج فيه نفسه على الأقل ليكون صادقا في وعده وكلامه حين صرح لوسائل الإعلام أن المنظومة الصحية بالجزائر هي الأفضل في المغرب العربي وإفريقيا، وبنبرة التحدي أضاف “أحب من أحب وكره من كره”، لينقل بعدها على وجه السرعة إلى كولون بألمانيا صاغرا، ولا ندري إن كان فاقدا لوعيه أم لا.
خلاصة القول أن فاقد الشيء لا يعطيه، والصدقة كما يقال في المقربين أولى… وطبعا أشقاؤنا في الجزائر لا يحتاجون إلى الصدقة بقدر احتياجهم إلى التوزيع العادل للثروة التي تكون مدخلا لتمكين المواطنين من الولوج إلى مرافق عمومية كالصحة والسكن والتعليم بالشكل الذي يحفظ كرامتهم…