أطباء نائمون من الإرهاق بعد معالجة مرضى كورونا
حدث.ما
لم أتمن في حياتي أن ينتهي أسبوع عمل مثل ما أتمنى أن ينتهي هذا الأسبوع…
أعداد المصابين في تكاثر لا يبدو أنه سينتهي وأعداد الموتى في تناسل مؤسف… والمسؤولون صامتون نائمون كمن ينتظر أن ينتهي الكابوس باستيقاظه…
ما يحدث بمستشفى وجدة عار على جبين مغرب القرن الواحد والعشرين، رغم أن ما يحدث به سبق وأن حدث بفاس وطنجة ومراكش وبقية المدن…. ونفس الصمت المطبق يتكرر بنفس الزيارات الميدانية المبرمجة التي لا تقدم ولا تؤخر…
الأطباء الخواص يسقطون الواحد تلو الآخر ، ولا من يساندهم ولا من يساعدهم تحت مسمى أنهم “لاباس عليهم وعندهم الفلوس”. لا الدولة أمدتهم بوسائل الاشتغال… ولا الهيئة التي يؤدون لها الانخراطات السنوية تذكرتهم، ولا رفات النقابات دافعت عنهم….
الأطباء الخواص يشخصون ويعالجون ويتابعون حالات الكوفيد كل يوم…. يسقط منهم في ساحة الحرب من يسقط…. ويستشهد من يستشهد…. في صمت مؤلم….
لا هيئة الأطباء تنعيهم، ولا الوزارة تشد على أيادي أيتامهم، ولا الدولة تعترف بالقربان الذي قدموا في سبيل أن يحيا الوطن…
أيها المغرب… أتعلم أن لك أبناء ينتحرون في اليوم عشرات المرات للقيام بواجبهم اتجاهك رغم أنك ما فتئت تشهر بهم منذ سنوات؟
ما يبذله الطبيب المغربي بالقطاعين العام والخاص في هاته الجائحة، نيشان فخر على صدر الأمة…
طبيب القطاع العام يغامر بنفسه وبأبنائه في ظل تقاعس غريب للمديريات الجهوية..
كيف يعقل أن المستوصفات وهي تعيش أحلك أيام تاريخها، لم يتم تعقيمها منذ أزيد من ستة أشهر؟؟؟
كيف يعقل أن المصابين من أطباء وممرضي القطاع العام يتم حشرهم مع عامة المرضى من أجل الاستفادة من تحليل الكوفيد وكأنهم أتوا بها من منازلهم… أما الخواص فلا حديث عنهم !!!!
كيف يعقل أن اطباء القطاع الخاص يقتنون الأقنعة الواقية من حر مالهم إن استطاعوا إليها سبيلا لمواصلة القيام بواجبهم كي لا تنهار المنظومة الصحية؟
ما عشته هذا الأسبوع لن أنساه ما حييت…. شعارات لا أرى لها وقعا في الواقع… واختفاء جبان لمن كنا نمني أنفسنا بأنه المدافع عنا…. والأدهى ما تستعد الدولة القيام به…
“الترييش” الممنهج…. عبر اختراع مختلف أنواع الضرائب كحق لها …. رغم أنها لم تقم بأي من واجباتها التي تبرر مطالبتها حقوقها!!!
كمواطن مغربي، أندد بشدة بالاختلاف الفادح بين الخطاب الرسمي والواقع الذي أعيشه كل يوم، كما أرفض جملة وتفصيلا مضامين مشروع المالية المقبل… لكن كطبيب، سأبقى هنا أقوم كل يوم بواجبي الذي أديت عليه القسم وأنا أذرف الدموع ذات سنة… ولو كلفني الأمر الاستشهاد حبا في هذا الوطن رغم أنه لا يبادلني نفس الحب.
عاش المغرب.
طبيب عام بالقطاع الخاص بوجدة
منقول من صفحة ميد ليف ماروك